بسم الله الرحمن الرحيم
القربى
للكتب المسموعة
تعليق الموقع على كتاب التوحيد للشيخ الصَّدوق
أخي المستمع أختي المستمعة !
يُعتبر هذا الكتابُ من الُكتُب المُهمة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام والتي يرجِعُ إليها طُلّابُ العلم والعلماء والخطباء.وذلك لأنه يتناول أهم وأعقد وأشمل موضوع في الدين.ألا وهو"التوحيد" أصلُ الأُصول وأُسُّها وغايتها.فإذا أرجعنا العدل الالهي الى التوحيد والإمامة الى النُبُوَّة نحصل على ثلاثة أُصول وهي التوحيد والنُبُوَّة والمعاد.
ولمّا كنات غايةُ الأنبياء هيَ إرشادَ الناس الى الله ليعرفوه حقَّ معرفته ويوحِّدوه ويعبدوه ويُطيعوه، وغايةُ المعاد هي إنذار الناس من النار وتحذيرهم نقمة الجبار والبُشرى بالجنة وربها الغفّار،يرجِعُ الأصلان أصلُ النُبُوَّةِ وأصلُ المعاد الى غاية الأصول وأصل الأصول ألا وهو "التوحيد".
أمّا ما يتعلَّقُ بالمؤلف الشيخ الصَّدوق قدَّسَ اللهُ سِرَّه فيكفي هنا أن أذكُرَ سببَ تأليفه لهذا الكتاب حيث يقولُ في مقدمة الكتاب ما هو نصُّه:
قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه نزيل الري مصنف هذا الكتاب - أعانه الله تعالى على طاعته، ووفقه لمرضاته - إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا أني وجدت قوما من المخالفين لنا ينسون عصابتنا إلى القول بالتشبيه والجبر لما وجدوا في كتبهم من الأخبار التي جهلوا تفسيرها ولم يعرفوا معانيها ووضعوها في غير موضعها ولم يقابلوا بألفاظها ألفاظ القرآن فقبحوا بذلك عند الجهال صورة مذهبنا، ولبسوا عليهم طريقتنا، وصدوا الناس عن دين الله، وحملوهم على جحود حجج الله فتقربت إلى الله تعالى ذكره بتصنيف هذا الكتاب في التوحيد ونقي التشبيه، والجبر، مستعينا به ومتوكلا عليه، و هو حسبي ونعم الوكيل.
وهذا يكشفُ عن نيَّةِ المؤلف وغيرته على مذهبهِ َمذهبِ أهل البيت مذهبِ التوحيد الخالص لأنه بسبب رسوخه العلمي وعمقه في التوحيد يعرفُ أنَّ هذا المذهب وهؤلاء الأئمة من أهل بيت الوحي همُ الذين عرفوا التوحيد حقَّ المعرفة.
أمّا ما يخص الكتاب فسوف يجد المستمع (القارئ) أنَّ ما يميّزُ هذا الكتابَ عن غيره من الكتُب الحديثيَّة هو أنَّ الشيخ الصدوق لم يكتفِ بسرد الروايات فقط بل كان يشرحُ الأحاديثَ العميقة المعنى والمُختَلَف عليها بين علماء الكلام ويُثري بحوثه بأسلوبٍ كلاميٍّ فلسفيٍّ عذبٍ جميلٍ مهذَّبٍ وعميق.فهو طيَّبَ اللهُ ثراه جمعَ في أسلوبه العلمي العميق والفريد مدرسةَ المُحَدِّثينَ والإخباريين ومدرسةَ الفلاسفةِ والمُحَققين ليصوغَ مدرسةً كلاميَّةً شاملةً واحدة ،ألا وهي مدرسة التوحيد.
والحمد لله على توفيقه ونسألكُمُ الدُعاءَ وقِراءَةَ سورةِ الفاتِحَةِ لمؤلّفِ الكتابِ الشيخ الجليل الأقدم ابي جعفر محمد بن علي بن بابويه الصَّدوق رحمةُ اللهِ عليه مَسبوقَةً بالصلاة على مُحمدٍ وآلِ مُحمد.