بسم الله الرحمن الرحيم
القربى
للكتب المسموعة
تعليق الموقع على كتاب مَن لا يحضُرُهُ الفقيه للشيخ الصَّدوق
أخي المستمع أختي المستمعة !
كتابُ مَن لا يحضُرُهُ الفقيه للشيخ الصَدوق (قُدِّس) هو أحدُ الكتب الأربعة المهمة عند الشيعة الإماميّة الاثنَي عَشَرَيَّة وتُسمّى الأُصولَ الأربعة ويكون ترتيبهُ الزمنيُّ الثانيَ بعد كتاب الكافي الشريف لثقة الإسلام الشيخ الكُليني (قُدِّس) وقبل كتاب تهذيب الأحكام وكتاب الاستبصار للشيخ الطوسي (قُدِّس) وقد وُفِّقتُ بحمدِ الله ومَنِّهِ لتسجيل الأُصول والروضة من الكافي الشريف .
وأبدأ ان شاء الله تعالى بعد مضي سنين من تسجيلي لأصول وروضة الكافي الشريف بتسجيل الجزء الأول لكتاب من لا يحضره الفقيه وأسأل الله بأن يوفقني لتسجيل جميع الأجزاء الأربعة للكتاب وأسألكم الدعاء.
أمّا ما يخص مؤلف الكتاب الشيخ الصدوق الشيخ الأقدم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي فقد سجلت في المقطع الصوتي الأول لكتابه معاني الأخبار ترجمةً له جمعتها من عدة كتب له رحمه الله تتضمن ولادته ونشأته وأسفاره ومؤلفاته.
وأمّا السبب في تأليف كتاب مَن لا يحضُرُهُ الفقيه فيقول الشيخ الصدوق في مقدمته للكتاب (كما ستسمعه في المقطع الصوتي الأول للجزء الأول للكتاب) ما نصُّه:
أما بعد فإنه لما ساقني القضاء إلى بلاد الغربة، وحصلني القدر منها بأرض بلخ من قصبة إيلاق وردها الشريف الدَيِّن أبو عبد الله المعروف بنعمة وهو محمد بن الحسن بن إسحاق بن الحسن بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، فدام بمجالسته سروري وانشرح بذاكرته صدري وعظم بمودته تشرفي، لأخلاق قد جمعها إلى شرفه من ستر وصلاح، وسكينة ووقار وديانة وعفاف، وتقوى وإخبات، فذاكرني بكتاب صنفه محمد بن زكريا المتطبب الرازي وترجمه بكتاب " من لا يحضره الطبيب " وذكر أنه شاف في معناه، وسألني أن أصنف له كتابا في الفقه والحلال والحرام والشرايع والأحكام، موفيا على جميع ما صنفت في معناه وأترجمه ب " كتاب من لا يحضُرُه الفقيه " ليكون إليه مرجعه وعليه معتمده، وبه أخذه، ويشترك في أجره من ينظر فيه، وينسخه ويعمل بمودعه، هذا مع نسخه لأكثر ما صحبني من مصنفاتي وسماعه لها، وروايتها عني، ووقوفه على جملتها، وهي مائتا كتاب وخمسة وأربعون كتابا. فأجبته - أدام الله توفيقه إلى ذلك لأني وجدته أهلا له، وصنفت له هذا الكتاب بحذف الأسانيد لئلا تكثر طرقه وإن كثرت فوائده ، ولم أقصد فيه قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه، بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحته وأعتقد فيه أنه حجة فيما بيني وبين ربي - تقدس ذكره وتعالت قدرته . وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع مثل كتاب حريز بن عبد الله السجستاني وكتاب عبيد الله بن علي الحلبي وكتب علي بن مهزيار الأهوازي وكتب الحسين بن سعيد ونوادر أحمد بن محمد بن عيسى وكتاب نوادر الحكمة تصنيف محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري وكتاب الرحمة لسعد بن عبد الله وجامع شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه ونوادر محمد بن أبي عمير وكتب المحاسن لأحمد بن أبي عبد الله البرقي ورسالة أبي - رضي الله عنه - إلي وغيرها من الأصول والمصنفات التي طرقي إليها معروفة في فهرس الكتب التي رويتها عن مشايخي وأسلافي - رضي الله عنهم - وبالغت في ذلك جهدي، مستعينا بالله، ومتوكلا عليه، ومستغفرا من التقصير، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وهو حسبي ونعم الوكيل.إنتهى كلام الشيخ الصدوق (قُدِّس).
ونسألكُمُ الدُعاءَ وقِراءَةَ سورةِ الفاتِحَةِ لمؤلّفِ الكتابِ الشيخ الجليل الأقدم ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه الصَّدوق رحمةُ اللهِ عليه مَسبوقَةً بالصلاة على مُحمدٍ وآلِ مُحمد.