بسم الله الرحمن الرحيم
القربى
للكتب المسموعة
تعليق الموقع على كتاب الشيخ الكعبي صوت جميل وعبرة ساكبة
أخي المستمع أختي المستمعة !
لعلك تتفق معي بأن سِعرَ الجنة ليس بالرخيص. وكذلك أن تكون خطيبا مِصقعاً ومشهوراً ومحبوباً بين الناس فضلاً على أن تكون رمزاً لخطباء المِنبَرِ الحُسيني الشريف.
فكيف وماذا يكون ثمن هذه الشُهرة (أقصِدُ الشُهرةَ الحسينيةَ النزيهَ) اذا أصبحت بعد موتك وأنت في عالم البرزخ خالداً مع الحُسين وأهل الحُسين وأصحاب الحُسين ؟ خالداً في كُلِ يوم عاشوراء !!!
هذه المَرتَبة السامية التي وصلها شيخنا المرحوم الشهيد العلامة المجاهد الحاج عبد الزهراء الكعبي لم تأتي اعتِباطاً ولا صُدفةً كما يظن البعض بأنها أتت لهُ لأنه ابتكر شيئاً جديداً أو فِكرةً جديدةً في المِنبَرِ الحسيني وهي قِراءة المقتل.
لقد كنتُ أنا ولِفَترةٍ طويلةٍ من الزمن أعتقدُ ذلك (بأنه اشتهر وتَخَلَّدَ في يوم عاشوراءَ لأنه ابتكر فِكرةً في قراءة المقتل بقسميه الأول في عاشوراءَ والثاني في أربعينية الامام الحسين في العشرين من صَفَرٍ).
كنتُ أعتقد ذلك الى أن وقع بفَضلِ الله وَ مَنِّهِ هذا الكتابُ في يدي (الشيخ الكعبي صوتٌ حزينٌ وعَبرَةٌ ساكبة) فأَدرَكتُ أن موضوعَ الخلودِ مع الحُسين وأصحاب الحسين موضوعٌ ليس بالسهل والهَيّين, موضوعٌ يتطلب جهداً وجهاداً للنفس وصَبراً وعناءً وتَعَباً و... و....و....
و لَعَلَّ الوصولَ الى شيءٍ جديدٍ أو فِكرةٍ جديدة في خِدمة المِنبَر الحُسيني وأهل البيت تكون بمثابة مِنحًةٍ أو هَديةٍ أو تعويضٍ من الله العليم العادل عِوَضاً لهذا الجِهاد والعًناء والتعب.
وإِليك بعضُ النِقاط التي اتصف بها المرحومُ الشيخُ الكعبيُّ والتي يرويها لنا بعض تلامِذَتِه :
ـ كان ينام في اليوم والليلة بين أربع ساعات وبين خمس ساعات.
ـ كان قليلَ الاكل ، قليل النوم ، كثير العبادة والتهجد . فقد كنت ارقب حياته على مقربة منه ، فاجد فيه شيخا ناسكا ، قارئا وحافظا للقرآن ومن فطاحل القرّاء ، وشيوخ القراءة ، حفظ الفران في صِغَره في ستة أشهر.
ـ كان يوصينا بتقوى الله ، وكان يقول لطلابه وتلامذته : إن الخطيب لا يؤثر في الناس بكلامه فقط ، وانما يؤثر فيهم بالفاظه ونظراته ولسانه ، فاذا كان غاضاً بصرَه عن محارم الله ، ووقفَ سَمعَه على العلم النافع له ، فإنه يهُزُّ القلوب بقوةِ التاثيرِ التي تَتَدَفَقُ من بيانه وسجاياهُ واخلاقِه.
ـ ومن غرائب حياته ، انه لم يُراجِع عيادةَ طبيبٍ أبداً .. وكان اكثر وقته سليما مُعافى ، فاذا أُصيب بنكسة في صحته ، فانه يلجأُ الى الدُعاء ويتداوى بتُربَةِ الحُسينِ ـ عليه السلام .
ـ إحترامه للامام الحسين ـ عليه السلام ـ ، فهو كان يحتفي يومَ عاشوراءَ ، وكان لا يقف عند راس الحسين ابدا ، وانما كان دائما يزوره عند رجليه ، ويسلم عليه من عند قبر ولده علي الاكبر ـ عليه السلام .
ـ انه كان لا يصعد المنبر بقصد الربح المادي ، وانما كان يصعد المنبر بنية حمل الامانة ، وحمل رسالة الحسين ـ عليه السلام ـ
هذه حقيقة شيخنا الجليل في هذا المجال وقد اشار القرآن الكريم الى ذلك ، في قوله تعالى : « اتبعوا من لا يسئلكم اجرا »
واذا أَرَدتَ أَن تعرِفَ المزيدَ عن حياة هذا الشيخِ المُجاهدِ فاسمع الكتابَ وخُصوصاً المَطعَ الثالثَ حيث يذكُرُ
أحد تلامذته (من أرشيف الشيخ الكعبي) قِصَتَينِ عاشها تِلميذهُ معهُ دخلَتا قلبي.
والحمد لله على توفيقِهِ ونسألكُمُ الدُعاءَ وقِراءةَ سورةِ الفاتحة لخادم أهل البيت الشيخ عبد الزهراء الكعبي رحمةُ الله عليه مسبوقةً بالصلاةِ على مُحمدٍ و آل محمد.