بسم الله الرحمن الرحيم
القربى
للكتب المسموعة
تعليق الموقع على كتاب منازلُ الآخِرة للشيخ عباسٍ القُمّي
أخي المستمع أختي المستمعة !
هنالك عدة أسباب دعتني الى تسجيل هذا الكتاب ولكن سأقتصر على ذكر أهم الأسباب:
ألسبب الأول يتعلق بالمؤلف رحمة الله عليه . وهو إعجابي بمدى إخلاص هذا الرجل وبعده عن الرياء والُسُمعة وحِرصه على أن يكون عملُهُ خالِصاً لوجه الله تعالى. وستعلم ذلك من خلال القصة التالية.
في يوم من الأيام حيث كان الشيخ عباس القمي رحمهه الله جالسا في بيته في قم المقدسة و إذا بأبيه يدخل عليه شبه المغضب ويقول له " لقد حضرتُ اليوم مجلساً لخطيب كانَ يعِضُنا حول الموت والآخِرة والحساب وكان يقرأ علينا من كتاب يتعلق بمنازل الآخرة. فلماذا لا تكون مثل هذا الخطيب الواعض ؟ "
وكان الشيخ على علم بأن هذا الخطيب كان يقرأ على الناس مقاطع من كتابه "منازل الآخرة" الذي لولاه لم يستطع الخطيب أن يقوم بهذا العمل المؤثر من خلال عبارات الكتاب. فبدأت نفسه تنازعه ولكنه استطاع أن يتغلب على هوى النفس وهوى الرياء والسمعة والكبرياء ولم يُعلِم أباه بأن الكتاب الذي يقرأه ذلك الخطيب الواعظ هو كتابُ إبنهِ الجالسِ أمامَه ومن تأليفهِ بل كَتمَ ذلك على أبيه لكي يكون العمل خالصاً من الرياء.
ولعل هذا هو أحد الأسباب التي تخلد هذا الشيخ في كتابه "مفاتيح الجنان" وأصبح وهو في قبره مشاركا لملايين المؤمنين في الدعاء والزيارات وهذا توفيق يغبطه عليه كثير من المؤمنين بل حتى بعض مراجع التقليد!
وحيث أن الشيخ الآن في عالم البرزخ ولا يوجد مجال للرياء أحببت أن أزيد في ثوابه وثوابي بتسجيل هذا الكتاب.
ألسبب الثاني يتعلق بالقران الكريم واهتمامه بعالم الآخرة ويوم القيامة والحساب بحيث أصبح هذا الموضوع أصلاً من أُصول الدين.
والسببب الثالث هو ما سمعته من بعض العلماء والعرفاء. وهو إذا أردتَ اليومَ السفرَ إلى بلد معين فستشتري الخرائط وكتب الارشاد السياحية وستقوم بدراسة الطرق والمدن والمعالم الخ... وهي سفرة قد لا تتجاوز اسبوعا أو شهرا !!!!!
ونحن جميعا بدون استثناء على موعد مع الموت وهذه المنازل والعقبات. وهذا ليس سفرا لأيام أو أشهر أو سنين أو قرون بل هو سفر الى عالم الأزل وعالم البقاء واللا نهاية.
فيجب على كل انسان أن يكون على قدر معين من العلم بهذا السفر الأزلي وهذه المنازل "منازل الآخرة".
والحمد لله على توفيقه ونسألكُمُ الدُعاءَ وقِراءةَ سورةِ الفاتحة لمؤَلِفِ الكتابِ عباس القمي رحمة الله عليه مسبوقةً بالصلاةِ على مُحمدٍ و آل محمد.