بسم الله الرحمن الرحيم
القربى
للكتب المسموعة
تعليق الموقع على كتاب كتاب البيان في تفسير القران للسيد الخوئي
أخي المستمع أختي المستمعة !
في إحدى زياراتي لأمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف أثناء شهر رمضان لسنة ١٤٤٠ اشتريتُ كُتباً ومن ضمنها هذا الكتاب القيم للسيد أبي القاسم الخوئي (قُدِّسَ سِرُّه) وفي يوم السبت التاسع عشر من شهر رمضان يوم جرح الإمام عليه السلام وبعد صلاة الظهر أخذتُ هذا الكتاب أي البيان في تفسير القران وزوَّرتُهُ ولامستُهُ شبّاكَ ضريحِ الإمام عليٍّ عليه السلام وقرأتُ هناك أدعية النهار وخرجتُ مع الكتاب الى الصحن الشريف وذهبت لزيارة مؤلفه السيد المرجع الشهيد أبي الشُهداء أبي القاسم الخوئي في حُجرته حيث قبرُهُ الشريف ووضعت الكتاب على قبره الشريف وقرأتُ له سورةَ الفاتحة وبعدها وجدت في الحجرة مصاحف فأخذتُ أحد هذه المصاحف بنيَّةِ أخذ الخيرة وقلت في نفسي إذا خرجت الخيرة جيدة فسوف أُقَدِّمُ تسجيلَ هذا الكتاب على المجلد الثالث لكتاب الغديرللشيخ العلامة الأميني وإذا لا فسوف أبدأ بالمجلد الثالث لكتاب الغدير فخرَجَت عند فتح القران الصفحة ٣٧٧ وفي أعلاها بداية سورة النمل بسم الله الرحمن الرحيم (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ).
أُنظر الى هذه الكرامة وتدَخُّل روح السيد الخوئي وكل ذلك طبعا ببركة أمير المؤمنين (ع) ، أُنظُر الى الاية المباركة من سورة النمل حيث وردت كلمة (الْقُرْآنِ) وكلمة ( مُّبِينٍ) وهاتان الكلمتان تشكّلانِ عنوان الكتاب (البيان في تفسير القران) وكذلك إذا فتحتَ كُتَيِّبَ خيرةِ الصادق (ع) فستجد مكتوبا حول خيرة هذه الاية (إفعل فإنَّ الخيرَ والبَرَكةَ من الله).
أمّا ما استفدتُهُ أيضاً في حجرته المباكة فهو ما كان مكتوبا هناك كنبذة للتعريف بالسيد المرجع وبالخصوص ما كان مكتوبا حول حادثةِ قتله سَمّاً بالإبرة السامة عل يد نظام صدام البعثي القومي الفاشي وأنَّ ثلاثةً من أولاد السيد قُتِلوا وكانوا شُهداء.
وهنالك كرامة أُخرى وقعت وهزَّتني من الأعماق، وذلك ما جرى لي بعد أيام في النجف الأشرف حيث خرجت في يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر رمضان من الفندُق الى الزيارة وذهبت بعد ذلك لزيارة السيد الخوئي في الصحن الشريف وقراءة الفاتحة له وكنت أحمل قصاصة من الورق فيها دعاية لموقعي أي موقع القربى للكتب المسموعة فأردتُ وضعها في أحد المصاحف الموجودة في حُجرة السيد الخوئي مؤلف الكتاب للتعريف والدعاية للموقع ، ففتحت أحد المصاحف ووضعت القصاصة وقلت في نفسي هل توجد علامة أو كرامة أُخرى من روح السيد ، فإذا بها الصفحة المفتوحة برقم٤٨٩ وإذا في نصفها الأعلى بداية سورة الزخرف بسم الله الرحمن الرحيم (حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فاقشَعَرَّ جسمي لذلك حيث خرجت أيضا كلمتان تكونان عُنوان الكتاب وهما ( الْمُبِينِ) وكلمة ( قُرْآنًا) . فترحَّمتُ على روح السيد وشكرتُ الله على هاتين العلامتين في يومي التاسع عشر والرابع والعشرين من شهر الصيام المبارك.
أمّا ما يخص الكتاب وأسلوب المؤلف فحدِّث ولا حرج ، فأسلوب السيد الخوئي (قٌدِّس) هو من البسيط المُمتنع ، فعندما يأتي ليناقش أدلّة الخصم تجده يأتي بها ويوضحها ويشرحها شرحا مفصلا وافيا وكأنَّها ليست أدلّةً للخصم بل أدلَّتَه ثم يأتي بعد ذلك بالبراهين العقلية ليدحضها ويوضح بطلانها بأسلوب علميِّ دقيق وعميق ولكن في نفس الوقت ممتع وبسيط ، وبعد أن يقنع القارئ ببطلانها يأتي بأدلة من آيات القران الحكيم وأحاديث من النبي (ص) ومن الأئمة المعصومين عليهم السلام يُقوِّي ويُسند بها مطلبه ونظريته العلمية.
أو تجد السيد مثلاً في بحث إعجاز القران وهو من البحوث العميقة والجميلة في نفس الوقت ، تجدهُ بعد أن يُقنِعك إقناعا بديعا بإعجاز القران يأتي في نهاية البحث كما ستسمعه في نهاية المقطع الصوتي الثالث من الكتاب بدليل طالما كنت أُفكرُ به وأعتقدهُ ولكن لم أسمَعْهُ من أحد بهذا الأسلوب الجميل من البسيط الممتنع ، وهو أن الإمام عليّاً عليه السلام بما أوتي من علم وإخبارٍ بالغيب وحكمة وبلاغة هو نفسه خيرُ دليلٍ على إعجاز القران لأنه ربيب القران وتلميذ النبي الأول.
ومن أجمل الأمثلة حول أسلوبه البسيط الممتنع ما ستسمعه في المقطع الصوتي الرابع في بحث أوهام حول إعجاز القران عندما يتعرض الى موضوع القضاء والقدر الذي يُعَدُّ من أكثر المواضيع الفلسفية تعقيداً فيوضحُهُ بأسلوب بسيط جميل ويأتي بمثال الطبيب والمريض ذي اليد الشلاء والسلك الكهربائي ويوضح من خلال هذا المثال فكرة الجبر والتفويض.
وأما في البحث حول سائر معجزات النبي الخاتم (ص) عدا القران الكريم كشق القمر وتحريك الشجرة وتسبيح الحصى في يده الشريفة الى آخره فتجدُهُ يُنبِّهُ القارئ على نكتة جميلة وعميقة تتعلق ببشارة التوراة والإنجيل بنبوة الخاتَم محمد صلى الله عليه وآله لا أذكرها هنا عمداً لأُشَوِّقُكَ الى سَماعها في نهاية المقطع الصوتي الخامس
أمّا ما يخص البحث المتعلق بموضوع النسخ في القران الكريم فهو أطول البحوث في هذا الكتاب وقد قسّمتُه لطوله الى ستة مقاطع صوتية وذلك من المقطع ١٢ الى نهاي المقطع ١٧ حيث ناقش فيه السيد الخوئي ٣٦ آيةً إدُّعيَ فيها النسخ وأثبت من خلا البحث على عدم النسخ فيها ونسف ببحثه كتاب الناسخ والمنسوخ الذي ادعى فيه مؤلفه النسخ في هذه الايات الست والثلاثين وأُحيلك بالخصوص الى الاية العاشرة (لا إكراه في الدين) الموجودة في المقطع الصوتي الثالث عشر حيث يتبين لك من خلال البحث أن الاسلامَ دينُ سلامٍ لا دينُ سيفٍ وعُنف وأحيلك كذلك الى الاية الثالثة عشرة من البحث (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريض) وهو المقطع الصوتي الرابع عشر حيث بحث فيه موضوع زوات المتعة بحثا علميا لا يستطيع الخصم نقضه وأثبت من خلال البحث أن زواج المتعة هو زواج على هدي القران والسنة النبوية الشريفة.
وأكتفي الى هنا بهذا القدر من التعليق وأتركك لتتمتع بالواضيع الأُخرى كإثبات تواتر القران الكريم وعدم تحريفه وتفسير سورة الفاتحة الى غير ذلك من البحوث الشيِّقة ، كما وأتأسَّفُ أنا وكثيرٌ من الناس لتوقُّفِ السيد عن تكملة هذا المشروع من تفسير القران كاملاً وقد بدأه بدروسٍ لتلامذته في الحوزة العلمية في النجف الأشرف وذلك لانشغاله كمرجع وزعيم للحوزة العلمية آنذاك.
ونسألكم الدعاء وقِراءَةَ سورةِ الفاتِحَةِ لمؤلّفِ الكتابِ السيد المرجع الشهيد أبي القاسم الخوئي قَدَّسَ اللهُ سِرَّه ورحمةُ اللهِ عليه مَسبوقَةً بالصلاة على مُحمدٍ وآلِ مُحمد.