بسم الله الرحمن الرحيم
القربى
للكتب المسموعة
تعليق الموقع على كتاب معاني الأخبار للشيخ الصَّدوق
أخي المستمع أختي المستمعة !
لم يكن في الحسبان أن أُسجل هذا الكتاب الفريد في نوعه كتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق رحمه الله ، ولكنَّ النيَّة كانت تسجيلَ كتاب من لا يحضُرُه الفقيه لنفس المؤلف ، وبما أنه قد وُفِّقت قبل سنوات لتسجيل كتاب التوحيد للمؤلف الشيخ الصدوق ولم أوَفَّق آنذاك لتسجيل ترجمة عن حياته المُباركة فبدأتُ بتصَفُّح بعض كتبه التي في حوزتي وما كُتِب فيها عن حياته ومؤلّفاته ككتاب من لا يحضُرُه الفقيه والأمالي والخصال وكمال الدين فوجدت أن له مؤلفا بعنوان معاني الأخبار ففتشت عليه في الإنترنت وبدأت بقراءة الأبواب الأولى من الكتاب فدخل الكتاب مُباشرتاً إلى قلبي ولم أستطع التوقُّفَ عن القراءة وبدأت الحَيرة والسؤال بأيِّ كتاب أبدأ التسجيل كتاب من لا يحضُره الفقيه أم كتاب معاني الأخبار فعمِلت بقاعدة الخِيرة عند الحَيرة وكان الوقت قبل صلاة الفجر يوم الأحد ١٧ جُمادى الآخِرة سنة ١٤٤٢ الموافق ليوم الأحد ٣١-١-٢٠٢١ وخرجت الخيرة حول البدأ بكتاب معاني الأخبار وكانت الاية السادسة من سورة الحج (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ومعنى ذلك في خيرة الإمام الصادق (ع) : إفعل إفعل تأكيد على العمل ونهي عن الترك والحمد لله رب العالمين وبه وبقرانه نستعين.
أمّا ما يخص الكتاب فهو كما اعتدنا من كتب المصنف الشيخ الصدوق (قُدِّس) وموضوعات كتبه بأن تكونَ فريدةً في نوعها ، فالكتاب يتناول تفسير معاني الآيات القرآنية الشريفة ذاتِ الكلمات الصعبة والروايات الشريفة الواردة عن النبي (ص) وأهل بيته (ع) ، وهو موضوع في غاية الأهميّة.
ولتوضيح ذلك أذكر لك ٣ روايات ذكرها الشيخ الصدوق في الباب الأول من الكتاب وهو الباب الذي من أجله سَمّى المُصنف هذا الكتاب كتابَ معاني الأخبار.
الرواية الأولى عن داود بن فرقد قال سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول: أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ، إنَّ الكلمة َ لَتَنصَرَفُ على وجوه ، فلو شاء إنسانٌ لَصَرفَ كلامَه كيفَ يشاءُ ولا يكذب.
الرواية الثانية عن أبي عبد الله الصادق (ع) قالَ قالَ أبو جعفر (ع): يا بُنَي إعرف منازل الشيعة على قَدْر روايتهم ومعرفتهم ، فإنَّ المعرفةَ هي الدرايةُ بالرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو الُمؤمنُ إلى أقصى درجات الإيمان ، إنّي نَظرتُ في كتاب عَليٍّ (ع) فوجدت في الكتاب أنَّ قيمةَ كُلِّ امرئٍ وقَدْرَه مَعرِفَتُه، إنَّ الله تبارك وتعالى يُحاسب الناس على قَدْرِ ما آتاهم من العقول في دار الدنيا.
الرواية الثالثة عن براهيم الكرخيّ عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: حديثٌ تَدريه خيرٌ من حديثٍ تَرويه ، ولا يكون الرجلُ منكم فقيهاً حتى يعرِفَ معاريضَ كلامنا ، وإنَّ الكلمة لَتَنصرِفُ على سبعين وَجهاً ، لَنا مِن جميعها المَخرَج.
ونسألكُمُ الدُعاءَ وقِراءَةَ سورةِ الفاتِحَةِ لمؤلّفِ الكتابِ الشيخ الجليل الأقدم ابي جعفر محمد بن علي بن بابويه الصَّدوق رحمةُ اللهِ عليه مَسبوقَةً بالصلاة على مُحمدٍ وآلِ مُحمد.